إنما يخلق الإنسان ليولد وحده، و يعيش وحده و يمرض وحده و يكابد وحده. و يموت وحده و يحشر وحده و يلقى الله و حده و لا نملك إلا أن نهون على بعضنا الطريق
طوبى لمن عمر وحدته بما يسره أن يلقى الله به.




أوتُدْرِكين الآن أنّ الله قد يمدّ لك يد التّوبة من سوء الظنّ به بعظيم الإنعام و جليل إغداق ما كنتِ تضحكين سُخريةً من نيله لشدة انقطاع سُبله؟

تلك الواقعيةُ المُجحفة ، و المنطقية القاسية  ساعدتك ِفي فترة من الفترات لتكوني ما أنتِ عليه الآن لكنّ الله يأبى إلا أن يُجرّدك من بعضها إلى حينْ ، لتحلُمي بما لا شيء يشير إلى قُرب نيله، لتتخلّصي من بعْضِ مقارباتك الدقيقة و دراساتك المُضنية ، لترفعي شعاراتٍ سخرتِ منها ذات يوم ، لتعيشي أحداثًا كنتِ أخر من يتصور أنك ستكونين بطلتها، لتكوني أوّل من ينتشي بإعلان فشله في حربه مع نفسه.

 أوتدركين الآن أن لا بأس بأن تستلمي لأقدار الله يُسطرّها على النحو الذي يريد و تعاينين شدّة ضعفك و أيضا اطمئنانك للمستقبل لأنه ليس بيدك بلْ بيده،..
أصْبحتِ تُدركين مواطن الخلل و ترتسم على شفتيكِ ابتسامةُ نشوة بأنك أمة للقوي الذي يعلم ما يخفى منك و ما تُعلنين فجْأةً لم تعودي تغضبين من ظهورِ ما حاولتِ إخفائه بغضّ الطرف عنه طويلا.
ربّما آن الأوان لتفسحي المجال لاستقبال جميلِ عطائه فما اعتدتِ غير ذلك منهْ.
 ذات يومِ جميل : فُسّح لكِ في المجْلس، وأُعلِي من قدركِ بجميل سِتِْره ، و نلتِ رفعةً هي عاجل بُشرى المُعطي و المُنعمْ، ذات يومِ جميل سمعْتِ ما تطربُ له الأذن ، و كُرّم ما بذلت،ِ و احتُفي بك على تقصيرك ، ذات يوم جميل ذبّ الله عنكِ ،و نلتِ ما زهدتِ فيه. ذات يوم زرتِ أكثر الأماكن تواضعا و لا يزال عبقُ ريحُها عطرًا لجلبابك و أصواتُ البراءة حلق أذنيك.
ذات يوم كنتِ أنتِ و أشرقتِ ..
 ذات يوم كنتِ سعيدة جدّا .