لتكون ذو هيبة و مكانة و احتفاء و تبجيل في بعض المجتمعات السقيمة عليك أن تكون ثقيلا جافّا ذو ردّة فعل امتعاضية ، تقطع كلام الآخرين و لا تعير حديثهم أهميّة بل تتلقف بعض ألفاظه لتغير وجهة الحوار متحدثا عن نفسك.
عليك أن تكون ذو عبارات سقيمة و أنانية فائقة و حنكة رهيبة في استخدام الآخرين في مصلحتك و كفى، في حين تظهر لهم التعاون و حب البذل.
أمّا إن كنت من أولئك الذين يحترمون مكامن الإنسان في الأخر: تصغي لنحيب قلبه و تتفرّس في طيات معاناته ، تبادر للبذل تجاهه و تسعى لإعطاء كل ذي حق حقه و إن قصّرت تعتذر و تسعى للصلح .. فلن يُفسح لك في المجلس و سيعتاد الجمع لطفك و يطلقون العنان لخشونتهم تجاهك و لن يعيروك قدرك.
في حين يتكالبون لارضاء من يشيد صرحان أنانيته على أنقاض جهدهم و يسعون لتبجيل من لا يشكر إحسانهم و يتفانون في التملق لمن يخشون مقته و سوء فعله. في حين يُنسى كل ما قُمت به إمّا لأنهم اعتادوا صنيعك أو لأنك لا تشكّل عُنصرا منغصّا جدير بالمبالاة و الحيطة و التملق.