و المتأمل في هذا الحديث ( انظري أدناه ) على صنف من ثلاثة أصناف.
فإمّا مُشفق حريص قد لازم القرآنَ و سعى في استعطاء جليل خيرِه.
يخشى على عمله و سعيه أشد الخشية، و لازال له واعظٌ من نفسه ينبهه لحياد نيته و يعلم شدة تقلبها و تفلتها و يخشى فلات زمامها من يده.
و إما غافل مبهم لا يفقه معنى الحرب مع النية فهو لم يصحب القرآن و لم يُكثر الذّكر و إنما لمُصحفه معه لقاءٌ في المَحافل فقط و من العام الى العام ومن الموسم إلى الموسم ، فلم يتكرر اللقاء ليُكابد طوارىء المُنغّصات و لا شُرود نفيس اللّحظات الى مُحبط الحسنات.
فلا يعهد من نفسه قراءة لغير الله و لا له ..فالطاعة متروكة و اللقاء نادر و إن وجد فيكون إما غافلا عن فقه النية و إما مدركا لها و حريصا على إخلاصها .
و إما صنف مريض و هذا الذي أخص بالذّكر . قومٌ إذا تأملوا هذا الحديث طاروا به فرحا و كأنما ظفروا بكنز. قوم امتلأت قلوبهم حقدًا و حنقًا و سوء ظن و بُغضا حتى صاروا يعدُّون كل من يقرأ حرفًا مُنافقا و كل من يُرتل آي مُرائيا و كل من جوّد حُكما مُسمعا و كل من قلب مأدُبة اللغو و الغيبة إلى مأدبة الذكر و التنزيل طالب شُهرة و رياء.
أقول و بالله الاستعانة شفى الله كل سقيم ظن و كل متسلط على نوايا الخلق و أعان حمال القرآن على النفس و الشيطان حتى يكون بريق حروفهم و نور أصواتهم أنفاسا من لؤلؤ و مرجان تسمو بهم إلى الواحد الديان..لا مبالين بتثبيط المثبطين و تصغير العاجزين و لعل لهم في ناشئة الليل و خفي المجالس وِجاءٌ من تطفل المُتطفلين و أعيُن العائنين و مُعينٌ على حُسن العمل و تجويد الإخلاص.
و الحمد لله و كفى.
أما نص الحديث فهو: ((ثلاثة يؤتى بهم يوم القيامة: مجاهد، وقارئ، ومتصدق، فيقال للقارئ العالم: في ماذا تعلمت العلم وقرأت القرآن؟ قال: قرأت من أجلك القرآن، وتعلمت من أجلك العلم، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ وقد قيل ذلك، فيؤمر به فيسحب على وجهه إلى النار،..
فإمّا مُشفق حريص قد لازم القرآنَ و سعى في استعطاء جليل خيرِه.
يخشى على عمله و سعيه أشد الخشية، و لازال له واعظٌ من نفسه ينبهه لحياد نيته و يعلم شدة تقلبها و تفلتها و يخشى فلات زمامها من يده.
و إما غافل مبهم لا يفقه معنى الحرب مع النية فهو لم يصحب القرآن و لم يُكثر الذّكر و إنما لمُصحفه معه لقاءٌ في المَحافل فقط و من العام الى العام ومن الموسم إلى الموسم ، فلم يتكرر اللقاء ليُكابد طوارىء المُنغّصات و لا شُرود نفيس اللّحظات الى مُحبط الحسنات.
فلا يعهد من نفسه قراءة لغير الله و لا له ..فالطاعة متروكة و اللقاء نادر و إن وجد فيكون إما غافلا عن فقه النية و إما مدركا لها و حريصا على إخلاصها .
و إما صنف مريض و هذا الذي أخص بالذّكر . قومٌ إذا تأملوا هذا الحديث طاروا به فرحا و كأنما ظفروا بكنز. قوم امتلأت قلوبهم حقدًا و حنقًا و سوء ظن و بُغضا حتى صاروا يعدُّون كل من يقرأ حرفًا مُنافقا و كل من يُرتل آي مُرائيا و كل من جوّد حُكما مُسمعا و كل من قلب مأدُبة اللغو و الغيبة إلى مأدبة الذكر و التنزيل طالب شُهرة و رياء.
أقول و بالله الاستعانة شفى الله كل سقيم ظن و كل متسلط على نوايا الخلق و أعان حمال القرآن على النفس و الشيطان حتى يكون بريق حروفهم و نور أصواتهم أنفاسا من لؤلؤ و مرجان تسمو بهم إلى الواحد الديان..لا مبالين بتثبيط المثبطين و تصغير العاجزين و لعل لهم في ناشئة الليل و خفي المجالس وِجاءٌ من تطفل المُتطفلين و أعيُن العائنين و مُعينٌ على حُسن العمل و تجويد الإخلاص.
و الحمد لله و كفى.
أما نص الحديث فهو: ((ثلاثة يؤتى بهم يوم القيامة: مجاهد، وقارئ، ومتصدق، فيقال للقارئ العالم: في ماذا تعلمت العلم وقرأت القرآن؟ قال: قرأت من أجلك القرآن، وتعلمت من أجلك العلم، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ وقد قيل ذلك، فيؤمر به فيسحب على وجهه إلى النار،..