تُراني قد استسلمتُ يا أُمّي؟ الحسرة تضطرم نارًا في أحشائي ..دخول سلسلة التنازلات يُخيفني تُجتث أوصالي من ثوابتها، ترتعد له فرائصي ..تنتابني رجفة و يتصبب من جبيني عرق باردٌ يا أمّي : من دخل سلسلة التنازلات قلّ أن يخرج منها ،من تنازل في الأولى يتنازل في الثانية و من انفلتت منه النظرة تنفلت منه الكلمة ومن زهد في النافلة يزهد في الفرض ومن ألقى العنان لهواه صار عبدا له و من هرب من المواجهة حاد عن الطّريق ..
لنا الويل يا أُمّي مما تكتب اقلامنا و تهرف به ألسنتنا و تشتكيه لله أفعالُنا ، بأيّ وجه سنلقاه يا أمّي ؟ أبهذا الهوان عند الشدائد و التأرجح عند المحن ، أبهذا الشتات عند الرخاء و الغفلة في السخاء..
لا أرى سبيلا لخلاصنا إلاّ الدّعاء أن يتغمّدنا برحمة منه و فضل ، فحبوب الخردل أثقل منّا و لعلّها أثبت في مهب رياح زماننا منّا.
0 commentaires:
إرسال تعليق