مُذْ دخلت قطاع الصّحّة العموميّة إلى يومنا هذا و أنا أستجير بالله ممّا أسمّيه "وباء الحضور البائس" عافانا الله و إيّاكم من هذا البلاء و أن يشفيني ربّما ممّا لحقني منه لأنّه يبدو مُعْديا و لعلّني أسردُ بعض أعراضه :
البُِؤسُ في الرّدود ، رتابة التّحيّة و جفافها ، النظرة الاستكشافية المُحقّرة التي تُلقى في وجه من يلقونه أوّل مرة ، الاجتهاد المُتقن في بعث عدم الارتياح في نفس زميلة جديدة يمكنُ أن يصل لتجاهلها و عدم إلقاء التحية عليها حتى تُبادر هي ، الحضور البائس أو دعنا نقول مُتلازمة الحضور الذي يوحي بالموت يتميّز ببلادة الإجابة ، تتفيه وتقزيم كلّ فكرة و كلّ تجديد، بعث الإحساس بانعدام الإنجاز، و التفنن في محاولة إقناعك بأنك لست مميّزا ، كتم الكلمة الطّيبة ، نُكران الجميل ، عدم ملاحظة أي شيء جديد تقوم به و حالة من شلل اللسان أمام استحسان كل جميل و عدم الثناء عليه حتى لو كان زوج أحذية أو حقيبة جديدة .
التفاني الكبير في إقناع أي زميلة تأخّرت في الزواج أو الإنجاب (و لعلّها لم تتأخّر البتّة) أنها كائن منبوذ اجتماعيا معوق ذهنيا مُعْتل نفسيّا : يُعاني داء عضال، فاشل على جميع الأصعدة حتى "تعمل حويجة" ، المواضيع التافهة ، سطحية النّظرة ، و سذاجة الأحكام إضافة إلى سوء الظنّ و التّلون و تعدد الوجوه و "الصّبة".
تحيّة لكلّ عون صحّة متفاءل و مبتسم و يحيّي زملاءو بنشاط و حيوية و يقول "صحة و محلاها لبستك و محلاك كي تضحك" و ما يتدخلش في خصوصيات الاخرين و ما يعطيش ملاحظات ماصطة و يبادر بالسؤال عليك و يثني على مجهودك ويحسن الظن و ما يتلونش و ما يبخلش بكلمة الحق و يخدم خدمتو ويروح من غير ما يؤذي حدّ.
:)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 commentaires:
إرسال تعليق