جزى الله خيرًا من ساعدني على إنشاء مدوّنتي        
"الحلّ إنّك تنجّم "            
#جؤنة_العطّار              




لا بأس بوقفة إنصاف مسائيّة  
و لترسلي نظرتك الحادة  تلك تجاهها ،نعم تجاهها هي علّها تثوب الى رشدها        فتتوقف،علها تكفّ عن تفانيها في امتثالها لرغبات محيطها
إغواء هضم الحق أوشك أن يفنيها أشيري بحركتك الخفيفة تلك دون ان تحرم لطفها: أن كفّي عن هضمك لحقّي فضلا
أنا لست مثلهم و لن أكون،دون بحث افضلية رجاءً، ذلك امر لم أُوكّلْ به و لا أُحيط به علما
كل ما في الامر اني لست مثلهم و قد سئمتُ إخفاء ملامح وجهي كي لا يؤذي بريقه !أعيُنا رمداء 
!سئمتُ كتم صوتي كي لا يؤذي من ابتلعوا السنتهم عنوة
!فليبلغ نشيدي أصحاب الأصوات المفزعة
!آن لخطاي ان تتحرر من سلاسل العُرج
اريد لنفسي ان تستعمل ما حباها الله به، سئمتُ كتم النعم حتى سلبها 

أريد استرجاع ابتسامتي دون رُهاب رؤيتها من قبل المتشائمين

أريد استرجاع  قراراتي الصارمة  دون الخوف من أذية المترددين
أريد استرجاع حقي في ان احلم و أنتظر من الله دون ان يضيق صدري بنمطية احلامهم و مقاييسهم التي لا ترضى الا بالظلّ و تحرقها خيوط الشمس
لا تخشيْ نظرات السخرية و الاستكثار عند شرحك لمبتغاك
هم قوم رضوا بانصاف الحلول لينعدم النصف البائسُ لاحقا

هم قوم يحسبون ان الجميع يجب عليهم ان يتجرع بؤسَ تجاربهم ظنا منهم ان لا خيار

و لتعلمي انّ هناك في المكان القريب أناسا يشّعون يُبدعون و يثمرون و يضيفون للبشرية ألوان الطيف باخلاصهم و صدقهم و استعمالهم لنعم الله عليهم
شكروا فعملوا ،ارتقوا، فابدعوا
و لتحذري ان يرواد شمسك الكسوف في مقبرة الذين "فما بكت عليهم السماء و الأرض"
فلتُعرِضي عنهم إذن ولتحلمي ..و ثقي انَّ في مكان ما هنا أو هناك سيكون الامر كما 

.شاء الله له ان يكون و مادام الظن فيه جميلا فالقادم أجمل ممّا يُتوقع. إن شاء الله.




                                                                                                    


    ممّا جادت به تجربتي : أنّ أولئك الذين يحترفون العطاء عادة ما يكونون صامتين    

العطاء جبلي فيهم : لم يتكلفوا الكثير ليمتهنوه : و لا يحدثون ضجّة أثناءه.   
.لا يغتنمون الفرص ليذكروك بما فعلوه من أجلك   

بل و يتقنون اصطياد الفرص ليكون عطاؤهم أكبر ما يكون و أخفى ما يكون   

لا يصدعون راسك بولولات إنجازاتهم من أجل الآخرين ،يمرون و تحسِب انهم لا    يبالون و هم قد بذلوا أضعاف ما تتصوره منهم

للّه درّهم يخشون ان تجرح عبارات اقتراحهم المساعدة مشاعرك فينمقونها و يرتبون صياغتها عشرات المرات

لا يريدون جزاءً و لا شكورا ، آه عفوا هم يريدون جزاء من نوع آخر: ابتسامة عريضة و إحساسهم بارتياحك و بازاحتهم لهمك و رفع ثقل على كاهلك

و عادة ما يُبتلى هؤلاء بان يُخمل ذكرهم و لا يعلو صيتُهم كيف لا و هم لا يتصدرون  المجالس ليتشدقوا بما وهبوا

و لا يصدّعون الرؤوس بحديثهم عن صدقاتهم و لا يبطلونها لا بمن و لا أذى

.للّه درّهم ما أجملهم

أستحلفكم بالله أن تثبتوا على ما أنتم عليه ،بالله عليكم لا تركنوا للمثبطين و المحبطين
اغرسوا الفسيلة في الليل و لا تنتظروا مدحا ممن يشاهدها صباحا
حافظوا على هدوئكم و ان اتهمتم بعدم الاتقان او السخرية او الاذية اللفظية 
بالله عليكم لا تحزنوا إن لم يعاملكم احد بالمثل و ان مُجّد امامَكم من لا يستحق شيئا مما ينسبه المتملقون اليهم 
جمّلوا عطايكم و اتقانكم باخلاص للجميل الخبير
انتم جميلون حقّا و ان بلت هيأتكم
انتم مهمون حقا و إن لم يبال بكم احد
انتم منجزون صدقا و ان اتهمتم بالفشل و التخاذل
كونوا كما انتم بالله عليكم و لا يجرفنكم السيل
.أحبّكم 


الكلّ يتقن التذمر من ضيق الوقت و صروف الدنيا و مشاغلها و كثرة الالتزامات تجاه العائلة والعمل و إخوة الدّين ،بغض النظر عن الحوادث الاستثنائية و الواجبات الطارئةكلها أسباب من شانها ان تشغلنا عن الذكر و عن الطلب


و لكنني اؤمن ايمانا جازما ان العيب فينا و ذلك بما كسبت أيادينا، أؤمن ايمانا جازما ان

الذنوب تحرم توفيق العبد للطاعة و ان من عدم توفيق الله للعبد ان تُسلط عليه كثرة المشاغل: فيبتلى بصروف دنيا و مشاغل تُلقى على قلب غافل فينطرح فيها و يتعب من المجاهدة ليستسلم و يُُلجم عن الذكر و عن التدبرفي حال شغله فينغمس بكل جوارحه فيما الهاه عن مغزى و جوده ..
ولو صادفت المشاغل قلبا حيّا غير مثقل بالذنوب لاستحالت الأعمال روضة من رياض الجنّة يفوح فيها عبق الذكر و الاستغفار و تلاوة القرءان و مراجعته: جسد عامل و قلب محتسب ذاكر مخمل.
و يعود البائس في آخر اليوم منهكا لا ذاكرة للحفظ ،و لا قدرة على التدبر ،و لا قدرة على التدوين .. حمار بالنهار جيفة بالليل!
أبأس أيّام حياتي : ايام كثيــــــرة من عمري أمضيتها بين غدو و رواح في أرجاء المنزل بقلب لاه و لسان مشلول .
غفر الله لنا سهونا و غفلتنا و ردّنا إليه ردّا جميلا



قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب بالاسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بالدنيا جاهل بالاخرة. صحيح الجامع.


ومعنى جيفة بالليل: كناية عن كثرة نومه وخموله وعدم قيامه لصلاة الليل...
ومعنى حمار بالنهار: أنه بليد في فهمه، منهمك في عمله الدنيوي لا يلتفت إلى سواه من الطاعة والعبادة.. فإذا جاء الليل استلقى على فراشه وبقي كالجيفة إلى الصباح.

سبحان الذي اوحى فكان حديثه قرآنا : سكنُ النفوس و وزوالُ الهمّ و استعادةُ الطمانينة 

منه استمداد الحكمة و صفاء البصيرة و حسن الفهم و سداد الرأي و تهذيب النفوس و تزكيتها 
اغاثة الملهوف و سقاية الظمآن و ترياق هموم الدنيا و فتنها 
عدة الصابرين و انيس الخائفين و أهازيج القائمين 
امل اليائسين و فرج المكروبين و سلوى المخذولين و رفيق المعتزلين 
رقية المريض و انيس المستوحش و طارد الشياطين و شذى الرياحين 
في رحابه تقطف درر الفوائد  و انفس الحكم و تنجلي الغشاوة و تزول الشقاوة فتنعم بالصحبة و تغدقك النعمة
فلا تحسبن ان بحولك و قوتك تنال المنى و ترقى الى مراتب الأولى  فتحظى بالصفوة و تانس بالرفقة 
بل  ذلك فضل من الله و نعمة ،فضل الله يؤتيه من يشاء. 
فيا عبد الله سل الله ان يعينك على اخذه بقوة و ان يجعله ربيع صدرك و نور قلبك وجلاء همك و حزنك





ما بين راحتيها و على صدرها وضع راسه مرارا 

كان يداعبها باجمل العبارات و ارق الكنى 
لله دره لفت جميع الانظار اليه فتارة يحملها و تارت يقبل جبينها و تارة يرتب ملابسها مرددا "يل لميمة الغالية يا لميمة الغالية" 
كانت تجوب ارجاء القسم  بظهر محدودب و بنية هزيلة و يقيل عثرتها و يوجه خطاها رجل تجاوز الثلاثين من عمره 
كاغلب الوافدين على المستشفى هنا بحذاء مهترء و ملابس رثة تحكي انواعا من البؤس تدثرها ابتسامة فاقت الشكوى بلاغة!
 اشتد وجعها ،تقريبا كان يسالها كل دقيقة مم تشكو فتجيب بابتسامة تتكبدها ان لاباس عليها 
ساءت حالتها هرع الى الممرضات يطلب الاسراع في مناداتها. 
دخلت للطبيبة و الابن لا يدعها تخطو خطوة الا وقد التصق جسمه بجسمها في حركات تحكي برا فائقا .
اشارت الطبيبة ان لا بد لنقلها للاستعجالي و من ثم نقلها الى المستشفى الجهوي .
سمعت الام الكلام فابتسمت و اشارت ان هدئ من روعك و لا تقلق. 
انتفض الابن لوهلة قائلا "و الله لا اذرنّ امي تذهب إلى المستشفى سيء السمعة ذلك! 
هو تعب عمري و شقائي مئات معدودات أغدو الى المنزل لاحضر المال و أحمل امي الى مصحة خاصة في الساحل"
قبّل جبينها مرارا وهو يوصي الممرضات بها خيرا.وخرج مهرولا.
تدثرت المراة بازارها الاحمر و بدا كانها تخاطب احدهم ،
شخُص بصرُها بناحية عبوة الاكسجين  اغمضتهما و فارقت الحياة بهدوء دون عناء او حشرجة او صوت..
بعد محاولات الانعاش اليائسة اسلم الفريق الامر لله و غطّوا راسها بحركتهم المعتادة تلك وولى كل في حال سبيله .
لكنهم لم يعلموا ان الابن الملتاع سيدخل ليلهب القلوب الما.
دخل مسرعا يحمل نقوده وقنينة عصير و بعض المرطبات ،اتجه بسرعة للمكان الذي تركها فيه و عندما رآها خارت قواه فلم يطق حمل المال و لا العصير و لا المرطبات.
نظر الى لابسي البزات البيضاء يرجو الشرح او اعادة المحاولة او النجدة :هيهات ...طاطات الرؤوس تحكي عجزا لم يزل سمة لابسي البزات البيضاء امام قضاء الله و قدره.
اتجه اليها صاخبا :"ميمة  يا ميمة لم لم تنتظريني ؟؟
يا امي راني شقايا و عمري لا يسوي جولتك في ارجاء المنزل يا لميمة راك ضو عيني يا لميمة راكي ما شربتي شي و ما كليتي شي.
يا لميمة ستنيتي راني غسلتلك ساقيك ، يا لميمة راك باب الجنة..
خرج الكل من وحدته لنحيب الرجل الذي أبى الا ان يوقف الكل عما كان يفعل.
 لمحتُ وجوها مائلةَ الى الرمادية لا ادري اكانت رمادية المستشفى التي تطغى على كل الالوان و الايام هنا ام انّ الموقف الجلل زاد من حدتها ؟
ابن بارٌ بامه يتمنى رجوعها ليغسل ساقيها و يقبلهما مرارًا..
الكل قد تلقى الرسالة ،و على قدر التقصير كانت الوطاة اشد!
قسم الاشعة ،قسم التوليد ،قسم التحاليل، قسم المعاينة و الاستعجالي الكل تسمّر مُصغيا لنحيب الرجل الذي زلزل ارجاء الكون بمرارته  فأصمَّ المخلوقات الا عن شجنه و الارجاء الا عن صخب جرحه.
تمنيتُ مرارا ان يتوقف,,, لم تعد للنفس طاقةعلى الإنتحاب دون بنت شفة و على العويل دون ادنى انين!

غادرت المكان تاركتهما ورائي كسائر محاولاتي للهرب ،، ولم يبق في السمع الا عويله وفي البصر الا صورتهما و في الذهن الا تقصيري.
يومياتي


و أنا أصعد الدّرج لمحتُ أكداسَ الكتب في القبو..تذكّرتُ وَعيد أمّي "إمّا أن ترتبيها و إمّا أن أُلقيها."
كنتُ على يقين أنها لن تلقيها فهي تعلم أنّ كتب و كراسات أبنائها من الابتدائي الى الباكالوريا ، جوائزهم، قصصهم، دفاتر أعدادهم و لوحات إبنها ..كانت كلها هناك ..
لم أكن بمزاج جيّد البتّة بعد يوم صاخب في المخبر، لم اكن بمزاج جيد أبدا.. إلاّ أنني توجهت دون أن أدري الى الكتب جلستُ,, و بدأت الرحلة ..
شدتني ألوان الكراسات و اغلفة الكتب تذكرت جزم امي بتغليفها بغلافين حفاظا عليها
تذكرت عدم توفيقي في التغليف و اعتمادي الدائم على اخوتي الاكبر مني
لمحت خطي الرديء و تذكرت تكلفي في ترتيبه و تلك الالوان الكثيرة التي كانت تطغى على الصفحات ..و صور الفتيات و الورود التي كنت ازينها بها
تراءت لي عناية ابوي وحنانهما ..تكبّدا الكثير لنكون ما نحن عليه الآن
امّي ..تراءت لي كالشجرة المعمرة صامدة بهدوء ممتدة جذورها الى عمق الارض
كم كانت ايام المدرسة بريئة و جميلة رغم اضطهاد و ظلم بعض المعلمين :برد الشتاء .الاكف المتجمدة و الخوف من العصا..
و كم كانت أيام الثانوي مشحونة بالتجارب و الانجازات و الدروس التي خطت ملامح شخصيتي.. :صدق الأوفياء و طعن المقربين و اشراقة التفاؤل.
تذكرتُ المرضَ و الحزنَ و خيبةَ الامل و الضغطَ و فقدان الاحبة ..أنّى للقلم أن يُسطر ملامح او حتى طيف اشجان و افراح الماضي و الله انه لعاجز عن ذلك !
.. كتاب القراءة "الصّباح الجديد".. تذكّرت اول يوم دخلتُ المدرسة حصل لي تماما ما حصل لزينب :لم تغمض عيني و أنا أنتظر الصباح .."مازال الصُبح بعيدا يا زينبُ.".
تصفحتُ كتب الاولى فالثانية فالسادسة فالتاسعة اساسي فالباكلوريا و الجامعة ..سبحان الله
مضى قسطٌ مهم من عمري! ساةرني شعور بالرضا بما انا عليه نغصه عليه تقصيري في مجالات اخرى وانهالت
مالذي انجزته يا تُرى ؟مالذي قدمته ؟ تاملت كل هذا الاجتهاد و العمل الدؤوب و سهر الليالي؟
كم جف من قلم؟ كم أُنهك من كراس ؟كم أُنفق من وقت؟ و الى ما صرنا الآن ؟ و إلى أي مآل نسير؟؟
تُرى ماذا كانت النيةُ من كل ليلةٍ سهرتُها ؟ من كل وقت أُفني؟ من كل حزن و جهد بُذل؟ آلمني أنّني لم اتعلمْ حديثَ النبي صلّى الله عليه و سلّم" إنّما الأعمال بالنيات و إنّما لكلّ امرء ما نوى " في صغري و ما فقهتُ هذا الحديث الا مؤخرا و لازلت اجاهد نفسي كي اعمل به.
رمقت بازدراء تلك الجوائز التي كانت تُقدّم ُ لنا "قصص عبير" الماجنة و قصص بعض المؤلفين التونسيين التي لا تخلو من مواقف خدشت حياءنا على صغر سننا و بارك الله في اخي الاكبر اذا كان يرجع أمثالها للادارة ..
، نهضتُ..و لم انه الترتيب:
ربّما لانني اردتُ العودةَ الى رحلتي في الزمن البعيد مرّة أُخرى..
لعلّني اتعظ انّ أربعا و عشرينَ من عمري مضتْ!
لعلّني أعي إلى ما آنا ذاهبة إليه !
لعلّني أقرنُ كُلّ أفعالي بنيةٍ خالصةٍ لله !
لعلّني أحثُّ السيرَ في طلب علمٍ يُنتفع به !
لعلّني أتزودُ من الذي لا بُدَّ منه .
أمّا عن تلك العلاقات التي تجبرك على ان تجهد عقلك و سمعك و بصرك و ان تتحكم في عضلات شفتيك و عضلات عينيك و طريقة التفاتتك و طريقة تحركك و حتى في ضخ الادرينالين الى جسمك و حرارتك و نبضك ، ان تكون كائنا مبرمجا على ان لا يخطئ ،ان تكون ذلك الكائن الذي لا يجب و باي حال من الاحوال ان يقترف فعلا يمكن ان يؤدي باحتمال واحد بالمائة ان يزعجهم
هم كائنات مرهفة تحت خبث لئيم تتربص بك لابداء ردة فعل واحدة ،" ان لاباس ان اساتم لي و لا باس ان كان مردودكم دون المطلوب و لا باس ان كنتم دون المستوى فنحن الكائنات مرهفة الاحاسيس عالية الذوق راقية العيش نلتمس لكم عذرا و نعف عنكم
هذا العفو العبثي لقيط النشاة فالذنب لم يوجد  ليغفر لكن الغاية هي اظهار الحلم ، العفو القاتل الذي ظاهره تكرم و باطنه لؤم
اكره هذه العلاقات التي تجبرك على ان ترتدي اجمل ما عندك  و تخرج اجمل اوانيك و أن  تستحي من صراخ طفل صغير في المنزل،  تستحي ان مد يده لطبق الحلوى
تستحي ان فاحت رائحة حفاظته  و تستحي ان تطلب منهم ان يناولوك كاس ماء و انت تتمزق بين عشرات المهمات
تستحي ان تبدي دمعتك ان تاثرت لئلا يحسبوا انك حزين لوجودهم
و ان تبدي ابتسامة عريضة لئلا يحسبوا انك لا تراعي شعورهم
والكائنات المرهفة بدهائها المعتاد تتقن اظهار امتعاظها  بطريقة التهوين عليك او طريقة "لاباس لا مشكل" بان يضعوك في دائرة الزلل دون ان ترتكبه ،
اكره اولئك الذين يجبرونك على ان تحفظ المسافات و من ثم يعيبون عليك انك بعيد عنهم
اكره ذلك الجو الذي يجبرك على ان تتكلف مجاراة المواضيع التافهة و ان تحسب لكلماتك الف حساب و الا فحسابك عسير في الكواليس
 اما انت فلا باس ان حقنوك بزعاف سمهم  و ترد بابتسامتك المعتادة  فيثنون على هدوئك و طيبتك
تنتهي العلاقة بان تكون مجرد وقت اختناق تسعى لان يمربسلام باخف الاضرار و كفى
مجرد يوم كريه وضيع تخرج فيه بنتيجة معلومة مسبقا انك انت لا زلت دون المطلوب و لا زلت تكرر اخطاءك التي لا تعلمها اصلا و لا تعتبرها زللا اصلا و هم لا ينفكون يغفرون و يرضون بحالتك المزرية
لا تعدو العلاقة ان تكون مرتعا للتملق و المجاراة كي يمر الركب و لا تتولد المشاكل
اسال ربي ان يغفر لي و لهم


و ان يرزقنا احتساب كل لحظة اختناق 


                                              

 بسم الله مسبّب الأسباب ربّ التذكّر و النّسيان

                     أبت هذه الصّورة الا ان تكون سببا في استفزاز أناملي لاسطر مايلي 

أقبل شيخٌ كبير في السنّ يتهادى ..يتكئ على عكازه و يا ليته ينفعه إذ أوشك على الهوي مرارا ،لمحته من اول الرواق يمشي ملتفتا يمنة و يسرة كانه يتثبت من المكان و لسان حاله يقول أين أنا ؟ هل هذا هو المكان الصحيح..؟
دخل الرجل بخطاه الثقيلة و و الله ليهُمُّ المرء كلَّ هنيهة لادراكه خشية سقوطه .
سلّم الشيخ بتحية الاسلام بصوت جهوري "السلام عليكم و رحمة الله و بركاته"
ما اجملها من تحيّة " تحية طيبة مباركة "امر اذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم"
بادر الشيخُ قائلا بنياتي عندي تحليل ؟ تعطوني النتيجة؟
سالتُه يا حاج أين الوصل الذي قدمناه لك صباحا؟
اكفهر وجهه و علا صوته أي وصل؟ لم تعطوني شيئا ؟
استغربتُ... استبعدتُ احتمالَ عدم اعطائه الوصل اردفتُ: يا حاج الوصل اكيد في بعض جيوبك فتش عنه فضلا حتى اعطيك النتيجة.
صرخ يا بنتي ما عندي حتى توصيل..
أدركتُ ان لا فائدة.. سألته عن اسمه و هممتُ بالبحث في لائحة المرضى
تثبتُ من الاسم و العينة من زميلتي التي اكّدت مده بالوصل صباحا . ناولته النتيجة و جلست.
رمقها مطولا ثم قال هذه هي؟ اجبتُ نعم يا حاج تستطيع الدخول الى الطبيب الآن ..
اطرق و ادار ظهره مغادرا و هو يبحث في كومة اوراق يحملها
كان هذا الشيخ من بين أصحاب الامراض المزمنة أي انه تقريبا يزور المستشفى يومين في الاسبوع ،استغربتُ تصرفه الذي يوحي انه ياتي هنا لاول مرة .
بعد ساعة أقبل الشيخ و هو حزين و صوته يعلو ثانيا ..
يا بنتي الطبيب طلب مني نتيجة التحليل لمَ لمْ تعطيني اياها هداك الله ..هناك
أيقنتُ الامر ..
قد نال هذا المرض المريع من ذاكرة الشيخ المسن ..تكفلت احدى الممرضات وقتها بسائر امره و قد سالتْه مستنكرة : يا شيخ اليس لك ابناء ؟ اظن انه لا يجب عليك الخروج وحيدا؟
هناك فاضت عيناه ..أجابها رافعا سبابته " لا اله الا الله ...إنّا اليه راجعون ..عندي أبناء و بنات مثلكن و كلّ في حاله منشغل يا بنيتي ."
بعد انهاء المعاينة : نظر الى جمع الممرضات مبتسما و قال "أنا عجوز وبتُّ أنسى كثيرا لكننّي احبّ من احسن الي و اسال الله ان يذكرني به فادعو له,, ثبت الله اجوركن"
كلمات تهتز لها أوصال أولي الألباب.. سبحان الله.. وددتُ ان اصرخ في وجه ابنائه و بناته، ان أُخرج مامتلات به النفس من حنق ..ما بالكم ؟اين عقولكم ؟
باب ٌمن الحسنات مهدار ما بالكم زهدتم فيه ؟ أيُّ قلوبٍ تمتلكونها؟ أي داء و سُمٍّ تشربونه فأنساكم ابائكم؟ اين أنتم من وصية الله تعالى بهما؟ اين انتم من اويس بن عامر ؟امر النبي صلّى الله عليه و سلم عمرَا رضي الله ان يبحث عنه و ان يستغفرله و لابي بكر رضي الله عنهما.. و ما بلغ هذه المرتبة الا ببره بامّه؟ اين أنتم من ثاني احب الاعمال الى الله ؟ أين إنسانيتُكم ان ضيعتم دينكم؟؟؟ هداني الله و اياكم,,
 في رواق  لمحتُ بعض الاوراق الملقاة على الأرض.. و اذا بوصلِ الرجل و بعض صور أبنائه و احفاده قد سقطت منه دون ان يدري.
~يومياتي

لاحظتُ أن حالتَها تزدادُ سوءًا..ناشدتُها بالله ان ترتاحَ ...فأبتْ

زاد ارتعاشُ يدها..,بتُّ أخلطُ بين الاسبابِ: اهي الانيميا ..ام ...؟
تفاقم اطراقُها و بؤسُها ..
التزمتُ الصمتَ ..في بعض المواقف يكون الصمتُ افضل عزاءٍ و أفضل تسلية و لسان الحال يقول .."الالم اكبر من ان يُحكى"..
قالت لي بصوت هادئ ’اختي قبل ان تخرجي انتظريني لي عندك طلب..
أشرتُ بالموافقة
كنت اعلم بمرض امها و حالتها المادية المزرية ..حمدت الله اني احضرت محفظتي جال بخاطري انها ستطلب سلفة لاصطحاب امها للتداوي.. بل اقنعت نفسي بهذا و مضيت في انتظارها..
أقبلت بخطى ثقيلة ...قالت بنبرتها المعتادة.. "اظنك تعلمين بحالتي المادية" ...
فرحتُ ظننتُ تخميني صحيحا ...و يا لقصر نظري..
واصلتْ:" وبعد مرض امي و تفاقم حالة اخي اشتد الحال ..لعل الله يجعلُ بعد العسر ايسارًا .
واصلت حديثها و هي تُخرج من حقيبتها ورقة فيها مبلغ مالي وهي تقول:
هذا كل ماستطعتُ جمعه لهذا الشهر ..ارسليه لتلك العائلة التي حدثتني عنها ...و اني و الله لأألم لذكراهم كل حين ..
هممت ان اتكلم ...قاطعتني و قد سقطت دموعها ، أحسستُ بحرارتها على وجهها 
" لا تحرميني" انا التي احتاج اليهم و ليسوا هم "..
هممت ان اتكلم قاطعتني...
"والله يا اختي ما عادت الدنيا تعني لي شيئا ...عفتُها ..سئمتُها 
كل ما اشتهيه رحيلا اليه و هو وراض غير غضبان" ...
لم يعد هناك مجال للنقاش ..افحمتني...
اطرقت .. تذكرت ابتسامتها بكل رضا و هي تقول " انظري لجوربي المثقوب هذا و حذائي الذي ارتديه انا و اختي ... يمنحانني شعورا اني اغنى الاغنياء "
وحديثها ’عن المقرونة الجارية’ التي أبت الا ان تكون طعام العشاء
تذكرت امها التي تعاني من مرض خطير و هي التي تعيلها 
تذكرت اخاها المسجون في غرفة منذ ستة عشر سنة 
تذكرت مرضها و ما ابتليت به و ما تعانيه يوميا ...
أوّآآآه كم بدا طريق العودة رماديا و قاحلا...
و اذا بقوله تعالى يحضرني {و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فؤلئك هم المفلحون}
و اذا بابيات تخرج على بعثرتها تخفف ثقل ما امتلات به النفسُ و تختم يوما شحن بما يكفي:

في النفس استحياء من ربها ***علام تشكو النفوسُ و تألمُ

أفي الابدان انواع الأسقام أم ***تشكو البيوتُ فاقاتٍ تُسئمُ

أفي العقول خلل يذهبها *** أم في الاحباب رزايانا تُكلمُ

أفي الأبدان عضوٌ ينقصُ*** أفي الاسماع نقصٌ يوهـــم

أفي الابصار ليل دامس ***أفي السيقان شلل يُلـــــممُ

بل نحن في أنعم الله نرتعُ**** رفيه عيش و أبدان تسلمُ

من الادواء و الاسقام التي ***أسهرت ليل الاخوان و تؤلمُ

و من الناس من يغدو حامدا ***على ضيق عيش و آلام تُكتمُ

يُسهر ليله ألـــمٌ يَنهشُ***و يصبِح حـــامدا للناس يَبسُمُ

بل و يغدو قاضيا حاجاتِهم ***على خصاصةٍ ينفقُ عليهم

لله درّ المنفقين على ماهمُ ***من ضنك عيش و فقر مؤلمُ

يا رب حــمدا كثيرا طيبا ***على ما انعمت و لا زلــت تُنعمُ

يا رب ّ غفرا مما فعلتُهُ***يـــــــا رب غفرا ممّا لا اعلـــــمُ




تَسَمَّتْ الأُولى للغيب حافظة***و الثانية انبرتْ كُنيتُها عـــــابدة 


الثالثة صرّحت غِرْنَ الحورُ منّيا ** و الرابعة أبينتْ خالصٌ للهِ فِعْليا


و الخامسة غرّدت للرأس مهشّمة **و السادسة أفصحت إنّي موحدة 


كذلك الاسماءُ في هذا المكان **للعدل المُشتكى اينَ الرصان؟


و هل من ضُر ان أخفتْ الإماء **جميل الفِعْل و مُلحَ النساء 


و هل من ضر ان تكنّت اختُنا ***بسهل اسم من دونِ ما تزكيا



و يا ليت بنات جلدي قد وعينْ **قول الاله المُحكَمِ المبينْ


ان لا تزكوا انفسكم هو اعلمُ ** بمن اتقى و من هو لله مسلمُ


و الحـــمد للإله ربّ التزكـــــيا ** عالمِ الغيبِ الخبيرِ بما خفى