الكلّ يتقن التذمر من ضيق الوقت و صروف الدنيا و مشاغلها و كثرة الالتزامات تجاه العائلة والعمل و إخوة الدّين ،بغض النظر عن الحوادث الاستثنائية و الواجبات الطارئةكلها أسباب من شانها ان تشغلنا عن الذكر و عن الطلب


و لكنني اؤمن ايمانا جازما ان العيب فينا و ذلك بما كسبت أيادينا، أؤمن ايمانا جازما ان

الذنوب تحرم توفيق العبد للطاعة و ان من عدم توفيق الله للعبد ان تُسلط عليه كثرة المشاغل: فيبتلى بصروف دنيا و مشاغل تُلقى على قلب غافل فينطرح فيها و يتعب من المجاهدة ليستسلم و يُُلجم عن الذكر و عن التدبرفي حال شغله فينغمس بكل جوارحه فيما الهاه عن مغزى و جوده ..
ولو صادفت المشاغل قلبا حيّا غير مثقل بالذنوب لاستحالت الأعمال روضة من رياض الجنّة يفوح فيها عبق الذكر و الاستغفار و تلاوة القرءان و مراجعته: جسد عامل و قلب محتسب ذاكر مخمل.
و يعود البائس في آخر اليوم منهكا لا ذاكرة للحفظ ،و لا قدرة على التدبر ،و لا قدرة على التدوين .. حمار بالنهار جيفة بالليل!
أبأس أيّام حياتي : ايام كثيــــــرة من عمري أمضيتها بين غدو و رواح في أرجاء المنزل بقلب لاه و لسان مشلول .
غفر الله لنا سهونا و غفلتنا و ردّنا إليه ردّا جميلا



قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب بالاسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بالدنيا جاهل بالاخرة. صحيح الجامع.


ومعنى جيفة بالليل: كناية عن كثرة نومه وخموله وعدم قيامه لصلاة الليل...
ومعنى حمار بالنهار: أنه بليد في فهمه، منهمك في عمله الدنيوي لا يلتفت إلى سواه من الطاعة والعبادة.. فإذا جاء الليل استلقى على فراشه وبقي كالجيفة إلى الصباح.

0 commentaires:

إرسال تعليق