ما بين راحتيها و على صدرها وضع راسه مرارا 

كان يداعبها باجمل العبارات و ارق الكنى 
لله دره لفت جميع الانظار اليه فتارة يحملها و تارت يقبل جبينها و تارة يرتب ملابسها مرددا "يل لميمة الغالية يا لميمة الغالية" 
كانت تجوب ارجاء القسم  بظهر محدودب و بنية هزيلة و يقيل عثرتها و يوجه خطاها رجل تجاوز الثلاثين من عمره 
كاغلب الوافدين على المستشفى هنا بحذاء مهترء و ملابس رثة تحكي انواعا من البؤس تدثرها ابتسامة فاقت الشكوى بلاغة!
 اشتد وجعها ،تقريبا كان يسالها كل دقيقة مم تشكو فتجيب بابتسامة تتكبدها ان لاباس عليها 
ساءت حالتها هرع الى الممرضات يطلب الاسراع في مناداتها. 
دخلت للطبيبة و الابن لا يدعها تخطو خطوة الا وقد التصق جسمه بجسمها في حركات تحكي برا فائقا .
اشارت الطبيبة ان لا بد لنقلها للاستعجالي و من ثم نقلها الى المستشفى الجهوي .
سمعت الام الكلام فابتسمت و اشارت ان هدئ من روعك و لا تقلق. 
انتفض الابن لوهلة قائلا "و الله لا اذرنّ امي تذهب إلى المستشفى سيء السمعة ذلك! 
هو تعب عمري و شقائي مئات معدودات أغدو الى المنزل لاحضر المال و أحمل امي الى مصحة خاصة في الساحل"
قبّل جبينها مرارا وهو يوصي الممرضات بها خيرا.وخرج مهرولا.
تدثرت المراة بازارها الاحمر و بدا كانها تخاطب احدهم ،
شخُص بصرُها بناحية عبوة الاكسجين  اغمضتهما و فارقت الحياة بهدوء دون عناء او حشرجة او صوت..
بعد محاولات الانعاش اليائسة اسلم الفريق الامر لله و غطّوا راسها بحركتهم المعتادة تلك وولى كل في حال سبيله .
لكنهم لم يعلموا ان الابن الملتاع سيدخل ليلهب القلوب الما.
دخل مسرعا يحمل نقوده وقنينة عصير و بعض المرطبات ،اتجه بسرعة للمكان الذي تركها فيه و عندما رآها خارت قواه فلم يطق حمل المال و لا العصير و لا المرطبات.
نظر الى لابسي البزات البيضاء يرجو الشرح او اعادة المحاولة او النجدة :هيهات ...طاطات الرؤوس تحكي عجزا لم يزل سمة لابسي البزات البيضاء امام قضاء الله و قدره.
اتجه اليها صاخبا :"ميمة  يا ميمة لم لم تنتظريني ؟؟
يا امي راني شقايا و عمري لا يسوي جولتك في ارجاء المنزل يا لميمة راك ضو عيني يا لميمة راكي ما شربتي شي و ما كليتي شي.
يا لميمة ستنيتي راني غسلتلك ساقيك ، يا لميمة راك باب الجنة..
خرج الكل من وحدته لنحيب الرجل الذي أبى الا ان يوقف الكل عما كان يفعل.
 لمحتُ وجوها مائلةَ الى الرمادية لا ادري اكانت رمادية المستشفى التي تطغى على كل الالوان و الايام هنا ام انّ الموقف الجلل زاد من حدتها ؟
ابن بارٌ بامه يتمنى رجوعها ليغسل ساقيها و يقبلهما مرارًا..
الكل قد تلقى الرسالة ،و على قدر التقصير كانت الوطاة اشد!
قسم الاشعة ،قسم التوليد ،قسم التحاليل، قسم المعاينة و الاستعجالي الكل تسمّر مُصغيا لنحيب الرجل الذي زلزل ارجاء الكون بمرارته  فأصمَّ المخلوقات الا عن شجنه و الارجاء الا عن صخب جرحه.
تمنيتُ مرارا ان يتوقف,,, لم تعد للنفس طاقةعلى الإنتحاب دون بنت شفة و على العويل دون ادنى انين!

غادرت المكان تاركتهما ورائي كسائر محاولاتي للهرب ،، ولم يبق في السمع الا عويله وفي البصر الا صورتهما و في الذهن الا تقصيري.
يومياتي

0 commentaires:

إرسال تعليق